مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
khawla sweet | ||||
خلود مصطفى | ||||
khawla mustafa | ||||
Dr.lina | ||||
Admin | ||||
فاتن مصطفى | ||||
خالد الساريسي | ||||
اريج محمود91 | ||||
suseen | ||||
Mohammad Hasan |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
في بيتي طائر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
في بيتي طائر
[size=18]
[center]
في اللّيل، في وقت متأخِّر من اللّيل، سمعت طرقاً على باب منزلي؛ فتحت الباب، فوجدت رجلاً متعباً، كالمرضى أو أشباه الموتى. طلب كوب ماء ومبيت ليلة، فأدخلته ، وسقيته ماء، وقدَّمت له طعاماً، وهيَّأت له سريراً، ونام.
في اليوم التالي، لم يتكلّم، ولم يخرج من المنزل. فاحترمت صمته، وبقيت ساكتاً أنا أيضاً، وقدَّرت حاجته للطعام، فوفَّرت له ثلاث وجبات على أنغام الموسيقى، ومصى اليوم.. وفي اليوم الذي تلاه، قلت: لا بدَّ أن يحزم أمره للرحيل، فصنعت له فنجان قهوة، وفنجاناً آخر لي، وجلست إلى جواره حول طاولة الطعام.
قلت له:
-أنا لم أتعرَّف على الأخ!
ظننت أنَّه لم يسمع، فأعدت كلامي نفسه مرَّة ثانية، فقال:
-أنا الطائر!
فاستغربت جوابه، وتمالكت غضبي، وقلت:
-لكنَّك بلا جناحين أو منقار أو ريش.
وعاد فسكت قليلاً، ثمَّ أضاف:
-هذه أوصاف لم تعد مهمّة.
ورشف رشفة من فنجان القهوة وقال:
-أنا طائر مهاجر من وراء البحار.
ومنذ أن قال ذلك، بدأت "أستثقل" دمّ الرجل. وسألته عمَّا إذا كان يرغب في إطالة إقماته في بيتي، فقال:
-نعم.
في اليوم الرابع، بدأت ملامح العافية تظهر على وجه ضيفي، وخرج من غرفة النوم قائلاً:
-أين مكتب البريد في مدينتكم؟
فسألته عن حاجته لمكتب البريد، فقال:
-أريد أن أبعث في طلب زوجتي وأولادي، كي يقيموا معي هنا.
فقلت:
-لكنَّك لم ترَ شيئاً في المدينة كي تبعث في طلبهم.
فقال وهو يخرج رسالة مغلَّفة من جيب البيجاما:
-ليس مهمَّاً أن أرى المدينة، فنحن نعرفها من كتب الجغرافيا.
وكانت هذه هي المرَّة الأولى التي يستعمل فيها ضيفي كلمة "نحن" بدلاً من "أنا"، فتطوَّر "الاستثقال" إلى كراهية لم أقدر على مقاومتها.
قلت له بضيق:
-ما دامت رؤية المدينة غير مهمَّة، فما فهو المهمّ؟
قال بثقة واستعلاء:
-المهمّ شقّتك..إنَّها مريحة، وتتوفَّر فيها كلّ اللوازم التي نحتاجها للإقامة.
قلت:
-ولكنَّها شقّتي أنا، واللوازم لي!
ضحك الرجل الضيف ضحكة طويلة، ولم يعلِّق بكلمة واحدة، ثمَّ قفل داخلاً إلى غرفة النوم، وخرج بعد لحظات وقد ارتدى ملابسه. وقبل أن يخرج سألني إن كنت سأبقى في البيت، فقلت له إنَّني باق، فقال:
-على كلّ حال، إذا رغبت في الخروج فلا تقلق بشأني، فقد حصلت على نسخة من مفتاح الباب الخارجي، وجدتها في غرفة النوم.
وخرج، وتركني أضرب كفّاً بكفّ، وأفكِّر جدّياً في التخلُّص من هذا الطائر الوديع، الذي فرض وجوده في البيت عدَّة أيّام.
في اليوم الخامس طلبت منه مغادرة المنزل، فرفض ضاحكاً ضحكته الطويلة المميّزة.
في اليوم السادس، كرّرت الطلب، فغضب وصاح في وجهي قائلاً:
-إذا أعدت هذا الكلام مرَّة أخرى، سأكسر جمجمتك!
وأعدت الكلام نفسه في اليوم السابع، فأخرج من جيبه مسدّساً، وحشاه بالرصاص وقال:
-سأسامحك هذه المرَّة، لأنّك لا تعرف إنّي شريكك في عقد الإيجار.
وركضت مثل أرنب برِّي نحو ملفٍّ لأوراقي الرسميّة، وفتحت على عقد الإيجار، فلم أجد له اسماً فيه، وقلت:
-ها هو عقد الإيجار، باسمي وحدي!
قال بخيلاء الطواويس:
-لكنَّ نسختي من العقد تقول إنّنا شركاء.
ومنذ ذلك الحين، أصبحنا شركاء في كلّ شيء في المنزل، أعني منزلي، إلى أن جاءت أسرته التي بعث في طلبها، فاستأذن منّي بالبقاء هو والأسرة فقط، لأنّ المنزل لم يعد يتّسع للجميع، فقلت له:
-ولكنَّنا شركاء. شركاء بموجب نسخة العقد الذي بحوزتك.
قال:
-أبداً. العقد باسمي وحدي. وأستطيع أن أثبت ذلك أمام المحاكم.
وعاد فأخرج مسدَّسه مرَّة أخرى، وأمرني بالخروج الفوري، مفضِّلاً ذلك على الوقوف أمام المحاكم، فخرجت، وأوكلت قضيَّتي لمحامين، كانوا يفوزون بقرار من المحكمة يقضي بأحقيَّتي في البيت، لكنَّ المحكمة أشبعتني ورقاً وقرارات، وأنا ما أزال خارج بيتي..
فخري قعوار
إلمَ ترمي هذه القصة برأيكم؟؟
في اللّيل، في وقت متأخِّر من اللّيل، سمعت طرقاً على باب منزلي؛ فتحت الباب، فوجدت رجلاً متعباً، كالمرضى أو أشباه الموتى. طلب كوب ماء ومبيت ليلة، فأدخلته ، وسقيته ماء، وقدَّمت له طعاماً، وهيَّأت له سريراً، ونام.
في اليوم التالي، لم يتكلّم، ولم يخرج من المنزل. فاحترمت صمته، وبقيت ساكتاً أنا أيضاً، وقدَّرت حاجته للطعام، فوفَّرت له ثلاث وجبات على أنغام الموسيقى، ومصى اليوم.. وفي اليوم الذي تلاه، قلت: لا بدَّ أن يحزم أمره للرحيل، فصنعت له فنجان قهوة، وفنجاناً آخر لي، وجلست إلى جواره حول طاولة الطعام.
قلت له:
-أنا لم أتعرَّف على الأخ!
ظننت أنَّه لم يسمع، فأعدت كلامي نفسه مرَّة ثانية، فقال:
-أنا الطائر!
فاستغربت جوابه، وتمالكت غضبي، وقلت:
-لكنَّك بلا جناحين أو منقار أو ريش.
وعاد فسكت قليلاً، ثمَّ أضاف:
-هذه أوصاف لم تعد مهمّة.
ورشف رشفة من فنجان القهوة وقال:
-أنا طائر مهاجر من وراء البحار.
ومنذ أن قال ذلك، بدأت "أستثقل" دمّ الرجل. وسألته عمَّا إذا كان يرغب في إطالة إقماته في بيتي، فقال:
-نعم.
في اليوم الرابع، بدأت ملامح العافية تظهر على وجه ضيفي، وخرج من غرفة النوم قائلاً:
-أين مكتب البريد في مدينتكم؟
فسألته عن حاجته لمكتب البريد، فقال:
-أريد أن أبعث في طلب زوجتي وأولادي، كي يقيموا معي هنا.
فقلت:
-لكنَّك لم ترَ شيئاً في المدينة كي تبعث في طلبهم.
فقال وهو يخرج رسالة مغلَّفة من جيب البيجاما:
-ليس مهمَّاً أن أرى المدينة، فنحن نعرفها من كتب الجغرافيا.
وكانت هذه هي المرَّة الأولى التي يستعمل فيها ضيفي كلمة "نحن" بدلاً من "أنا"، فتطوَّر "الاستثقال" إلى كراهية لم أقدر على مقاومتها.
قلت له بضيق:
-ما دامت رؤية المدينة غير مهمَّة، فما فهو المهمّ؟
قال بثقة واستعلاء:
-المهمّ شقّتك..إنَّها مريحة، وتتوفَّر فيها كلّ اللوازم التي نحتاجها للإقامة.
قلت:
-ولكنَّها شقّتي أنا، واللوازم لي!
ضحك الرجل الضيف ضحكة طويلة، ولم يعلِّق بكلمة واحدة، ثمَّ قفل داخلاً إلى غرفة النوم، وخرج بعد لحظات وقد ارتدى ملابسه. وقبل أن يخرج سألني إن كنت سأبقى في البيت، فقلت له إنَّني باق، فقال:
-على كلّ حال، إذا رغبت في الخروج فلا تقلق بشأني، فقد حصلت على نسخة من مفتاح الباب الخارجي، وجدتها في غرفة النوم.
وخرج، وتركني أضرب كفّاً بكفّ، وأفكِّر جدّياً في التخلُّص من هذا الطائر الوديع، الذي فرض وجوده في البيت عدَّة أيّام.
في اليوم الخامس طلبت منه مغادرة المنزل، فرفض ضاحكاً ضحكته الطويلة المميّزة.
في اليوم السادس، كرّرت الطلب، فغضب وصاح في وجهي قائلاً:
-إذا أعدت هذا الكلام مرَّة أخرى، سأكسر جمجمتك!
وأعدت الكلام نفسه في اليوم السابع، فأخرج من جيبه مسدّساً، وحشاه بالرصاص وقال:
-سأسامحك هذه المرَّة، لأنّك لا تعرف إنّي شريكك في عقد الإيجار.
وركضت مثل أرنب برِّي نحو ملفٍّ لأوراقي الرسميّة، وفتحت على عقد الإيجار، فلم أجد له اسماً فيه، وقلت:
-ها هو عقد الإيجار، باسمي وحدي!
قال بخيلاء الطواويس:
-لكنَّ نسختي من العقد تقول إنّنا شركاء.
ومنذ ذلك الحين، أصبحنا شركاء في كلّ شيء في المنزل، أعني منزلي، إلى أن جاءت أسرته التي بعث في طلبها، فاستأذن منّي بالبقاء هو والأسرة فقط، لأنّ المنزل لم يعد يتّسع للجميع، فقلت له:
-ولكنَّنا شركاء. شركاء بموجب نسخة العقد الذي بحوزتك.
قال:
-أبداً. العقد باسمي وحدي. وأستطيع أن أثبت ذلك أمام المحاكم.
وعاد فأخرج مسدَّسه مرَّة أخرى، وأمرني بالخروج الفوري، مفضِّلاً ذلك على الوقوف أمام المحاكم، فخرجت، وأوكلت قضيَّتي لمحامين، كانوا يفوزون بقرار من المحكمة يقضي بأحقيَّتي في البيت، لكنَّ المحكمة أشبعتني ورقاً وقرارات، وأنا ما أزال خارج بيتي..
فخري قعوار
إلمَ ترمي هذه القصة برأيكم؟؟
khawla sweet- عضو مميز
- المساهمات : 163
تاريخ التسجيل : 13/07/2012
العمر : 27
في بييتي طائر
انها حكايتنا مع بني اسرائيل .حسبي الله عليهم
khawla mustafa- عضو نشيط
- المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 16/07/2012
العمر : 63
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 23, 2014 1:34 am من طرف rama
» الاسد والنملة
الأحد أبريل 07, 2013 9:23 pm من طرف شاهر مصطفى
» قصة جميلة الفضائل والرذائل
الجمعة أبريل 05, 2013 4:54 am من طرف khawla sweet
» انتقلة الى رحمة الله
الجمعة أبريل 05, 2013 4:37 am من طرف khawla sweet
» في بيتي طائر
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:31 am من طرف khawla mustafa
» غبار الحياة
الإثنين يناير 28, 2013 6:54 pm من طرف khawla mustafa
» مؤثرة جدا
الخميس يناير 10, 2013 4:53 pm من طرف khawla mustafa
» عطلة منتصف العام
الأحد يناير 06, 2013 10:58 pm من طرف khawla sweet
» عطلة منتصف العام
الخميس يناير 03, 2013 6:56 am من طرف khawla mustafa